هي أديبة شابة من الجيل الذي بدأ قراءة قصصي في الصف السادس الابتدائي، ثم بدأ يجرِّب أن يكتب أشياءَ مماثلةً، ثم أشياءَ أفضل، وفي النهاية صارت كلماته جديرةً بحسدي وغيرتي. وجدتُ مقالًا قصيرًا لها، أقرب إلى قصيدة قصيرة تقول فيها ما معناه:
هو ذلك الحبيب المرهف… الفارس الوسيم الذي يحتوي وجودي كله. لا أعرف اسمه ولا شكله، لكني سأعرفه عندما أراه، سوف يصغي لهذياني ويحب نفس الكتب التي أطالعها، ويقرأ نفس أبيات الشعر. يبدأ اليومَ بتقبيل أناملي ويعانقني من حين لآخَر… يتبنَّى نفسَ أفكاري ويرى نفس آرائي، ويترك كلَّ شيء في العالم كي يأتي لي أنا… إلخ… إلخ
هذا هو ما أذكره من الكلام طبعًا، وقد كتبَتْه بأسلوب رشيق راقٍ لم أحتفظ به للأسف. البنات بارعات فعلًا في كتابة هذه الأمور؛ لأنها جزءٌ من خلاياهن، بينما نحن الرجال نفتعلها أحيانًا، أو نكشطُ طبقاتٍ من الطين والدم والعَرق تكسو جلودنا لنصل لهذه المشاعر. كلُّ إنسان يحتاج لدرجة طاقة معينة للوصول لروحه، وأنت ترى سائق «التوك توك» الذي رفع صوت السماعات لأعلى درجة ممكنة، مع أغنية مهرجانات لا يمكن تحمُّلها، وبرغم هذا يُطرَب وينتشي… لم يكن ممكنًا الوصول لروحه بطريقةٍ أرقَّ أو أرقى أو أخفض صوتًا؛ بينما روح المرأة قريبة للسطح جدًّا، ولا تغطيها سوى طبقة من الجلد الرقيق، هذا بالطبع قبل أن يكسوها ركوبُ الميكروباص وزحام القاهرة بطبقةٍ كثيفة شبيهة بما يكسو روح الرجال