قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Wednesday, July 2, 2014

صبيحة الزفاف

كتبها د أحمد وعمره 24 عاما


وكانت باقة الأزهار تنظر لي من الشرفة
لقد كانت تواسيني
تفتش في قفار اللفظ عن عطف يعزيني ..
برغم ضراوة الأشواك قد أحسست بالألفة..
لقد كانت تصارحني
بما قد كان في أمسي
ولم تجهل حكايا الوهم .. والآهات .. واللهفة ..
وتعرف
كم عشقت الليل في أستار شرفتها
ورحت أطارد الأمجاد في الآفاق مفتونًا
وأرسلها كما الأسرى لكى تعنى بغرفتها ..
وفي ليلٍ
تولت غادتي الحسناء عني قبلما أدري ..
لتعبث في غدي الأشباح
تبعث في دمي رجفة..!

*******

وكانت باقة الأزهار إكليلاً من اللعنة
تقدم موكب الذكرى
يولول دونما معنى ..
هنالك في فؤادي القفر يمشي ركبها الدامي
ليدفن في شغاف القلب صورتها .. وأحلامي ..
تقدم أيها اللحّاد .. واصنع للُمنى كفنا
وحيدًا أمضغ الأوهام لا أدري لها طعما
غبيًا أرمق الأيام لا أدري لها معنى .
وضع إكليلك المشئوم تذكارًا على قبري
لأذكر ما يطول العمر
أني هاهنا قبري ..
وأني في الصبا ووريت في صحراء أحلامي
وكنت اللحد .. واللحاد .. والماشين في أثري
وكنت أصابع القدر !

*******

وكانت باقة الأزهار تحنو فوق منكبها
تبارك عرسها الدامي
تضوّع عطرها المشئوم في أرجاء معبدها ..
إلى صنمٍ ..
وهبتِ النفس قربانا ..
صعدت المذبح الملعون ترتجفين إيمانا
لبست ثيابك البيضاء واستعددت للقيا
وقالت لهفة الإنشاد إن الحين قد حانا !
وفي لحظة
تعرت كاهنات النار حول العرش في لحظة
وأمست رقصة الأنياب والأجساد طوفانا
وبين براثن الأزهار تغفو قطعة الورق
عليها أسطر حمقاء تحكي دونما إفك:
"تهانينا ..!
تزوجها مساء السبت في بحر من البهجة
وقاربه أمانينا ..!"

*******

وكانت باقة الأزهار أنيابًا من القسوة
تمزق كل ما قد نلت..  بالأوهام من نشوة
صباح اليوم
قد أدركت أني لم أزل طفلا
وأبصر دميتي الحسناء خلف نوافذ المتجر ..
فأجذب كم والدتي
وأسكب بركة العبرات حولي دون أن تشعر ..
ولم أفهم
بأن الدمية الحسناء لا تُعطى لمن يبكي
ولكن للذي يملك !

*******

لقد صارت له حقًا ..
لقد صارت له حقًا ..
سأبحر في بحار اليأس وحدي دونما صحبة..
وأكتب قصة الأزهار تنظر لي من الشرفة ..
وحيدًَا سوف أنزفها ..
فهل راقت لك القصة؟

أحمد خالد توفيق
1986