قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Monday, January 2, 2012

المدية الفضية - 2


رسوم: فواز

الأمر سهل.. هناك واجهة زجاجية في القبو، ثم هذا الصندوق الزجاجي بداخلها.. أي أن هناك واجهتين زجاجيتين تواجهانك قبل أن تصل للمدية الفضية. هناك واجهة محطمة وأخرى لا، والمدية مختفية.. ألا يضيق هذا دائرة الاتهام قليلاً؟ إن كارل وإليزابيث يملكان مفتاح الواجهة الخارجية، وبرغم هذا هي محطمة.. من فعل هذا يريد أن يجعلني وإيرين المتهمين الوحيدين

عندما استدعانا بوريس إلى قصره قبل الموت، قال لنا إن علينا حماية المدية الفضية.. جعلنا نُقسم القسم الدامي، ونطلق على أنفسنا فرسان المدية الفضية. قام بتوزيع المسئوليات والمفاتيح
إن الغرض من الاحتفاظ بها كان أكبر من أن يكون للعرض على السياح. كانت تمثّل حقيقتنا وكل شيء ننتمي له
ماذا تقول يا ألفونس؟

المدية كانت مخصصة لقتل المذءوبين في قرى يوغوسلافيا في القرن الرابع عشر؟ بصراحة لا أصدّق هذا الهراء.. هذه أساطير قروية لكنها خلابة.. بالتأكيد خلابة
هلمّ.. إيرين تفتح عينيها أخيرًا

إيرين فوق الشبهات لأنني أحبها كما تعلمون

إيرين فوق الشبهات.. ربما كان هذا؛ لأنها فوق الشبهات فعلاً، أو لأنني أحبها كما تعرفون، وكما لا أخفي عن أحد.. المهم أنها بخير وأنني سأؤذي أي شخص يؤذيها
جميل.. جميل

هل انتهيت من تفتيشي يا ألفونس؟ هل أنت مقتنع؟

تقول إنني نبيل ومن أسرة عريقة في أوروبا ولا يمكن أن أسرق المدية الفضية.. لا يوجد شخص فوق هذه الجريمة.. كل إنسان يمكن أن يفعل ذلك.. هذا هو مبدئي

يبدو مع الأسف أنني مضطر إلى أن نقسم جميعًا قسم الدم من جديد.. من يفشل في القسم سوف يموت الليلة

****************

أخيرًا التحم البرج الخشبي بسور المدينة
كانوا يطلقون السهام بلا توقف ويقذفون الحجارة، ثم تعاون عدد من الجنود وسكبوا وعاء مليئًا بالزيت المغلي فوق البؤساء الذين تسلقوا السلم الخشبي العملاق

تسمع صوت الصراخ، واللحم يذوب، بينما هؤلاء الذين كانوا بشرًا يحلّقون بأجنحة من نار إلى جهنم
يا لهم من بؤساء

لكن (أسجاآر) يثب فوق السور.. عيناه متوحشتان تقدران على القتل وشعره منتفش، لقد صار وحشًا بفعل أيام من الحرمان والجوع.. لهذا صار على أتم استعداد كي يمزّق كل من يحاول منعه
السيف في يده.. هو متعطش للدم والعنف والذهب
والنساء!ـ

نعم.. هناك الكثير من النساء في هذه البلدة الكلتية التي حاصرها الفايكنج. نساء صارخات باكيات يتوسلن له ألا ينتهكهن.. هذه الصورة تجعل الدم يغلي في عروقه، وهو يعرف يقينًا أنه سيذبح كل امرأة ينالها

أسجاآر الرهيب.. غازي الشمال القادم من حيث تتجمد الحلوق من الصقيع
أسجاآر المتوحش الذي يطير الرقاب بضرباته

يشق طريقه وسط المدافعين عن المدينة، وهو يطير الأعناق يمينًا ويسارًا
ثلاثة أشهر من الحصار تنتهي الآن. وأسبوع كامل قادم من السلب والنهب
هذا الباب الخشبي يحاولون غلقه.. يركله بقدمه ليفتحه
يقف على الباب ويعوي كالذئاب

أسجاآر الرهيب يطير الأعناق يمينًا ويسارًا

يرى حطابًا مذعورًا في منتصف العمر يحمل بلطة ويسد الطريق عليه.. في الخلف زوجة بارعة الحسن في الأربعين من عمرها تفرد يديها محاولة أن تحجب طفلًا وفتاتين مراهقتين خلف ظهرها
كوخ حقير هو.. لا يوجد فيه ما يُسرق
لكنه يمثل إغراء قويًا له.. هنا الكثير من الدم والخوف

والحطّاب الذي يحمل البلطة.. يا لك من أبله! حتى والبلطة في يده يبدو واهنًا وضحية جاهزة.. يحمل البلطة وهو يعرف أنه سيُهزم

طار السيف في الهواء ليشطر مقبض البلطة الخشبي، ثم هوى فوق عنق الحطاب
الزوجة تصرخ في هستيريا.. بينما أسجاآر الرهيب ابن أودين يتقدم فوق جثة الحطاب لينال ما يعتبره حقًا له
حاول الطفل أن يعضّه في يده وركله لكنه تخلص منه فورًا
وهنا سقط شيء على الأرض

شعرت به الزوجة وهي تقاوم.. ما هذا الشيء؟ يبدو كمدية فضية.. شيء ثمين كما يبدو لا بد أن هذا الوحش الشمالي قد سرقه من أسرة أخرى
وكان حلق الرجل على بعد سنتيمترات منها
حرّكت المدية بسرعة

ولم تصدق أنها أحدثت هذا كله.. الوحش المفزع.. التنين يتهاوى.. الدم يتفجر كنافورة من عنقه.. يرتجف.. ينظر لها بعينيه الزرقاوين المفترستين غير مصدق
هذا لا يحدث لي!ـ
لا تستطيع زوجة حطاب أن تقتل أسجاآر الرهيب ابن أودين
ثم تهاوى بلا حراك
للحظات ظلت الزوجة وسط الدماء تلهث وبنتاها تنشجان بلا توقف
أخيرًا تحسست المدية الغريبة.. لا أعرف كيف أتيت في يدي لكنك منحتني الانتقام.. والنجاة

****************

تعالي يا إليزابيث
هل انتهيت من تفتيش إيرين؟ لم تجدي شيئًا؟ هذا لحسن حظي أنا؛ لأنني ما كنت لأتحمل أن تموت أمامي
لا أريد أية أعذار ولا أريد من يدافع عن نفسه
كلنا متهم وكلنا سنحاول إثبات براءتنا الليلة

أنتم تعرفون طقوس قسم الدم.. لقد أديناه من قبل أمام بوريس العجوز.. كان هذا منذ أعوام وكان مخيفًا كما تذكرون
يومها قال لنا: من يحنث بهذا القسم سوف يموت فورًا
سوف نكرر هذه التجربة الليلة.. تقدم يا كارل
أنت تعرف الطقوس.. قف في وسط القاعة.. تقدم إلى الواجهة التي كانت فيها المدية الفضية.. ابدأ!!ـ

.......

يُتبَع