جيريمي لم يكن يعتقد بوجود مصاصي الدماء
كانت خبرته الوحيدة عنهم هي هؤلاء القوم من ذوي العباءات السوداء الذين يفحون كالثعابين في أفلام الرعب. وكان رأيه هو أنهم أقرب للسخف
في العام 1974 بينما الولايات المتحدة تهتز بفضيحة ووترجيت، كانت سلطة الدولة تهتز والثقة بين المواطن الأمريكي ورئيسه تتزعزع.. للمرة الأولى يحدث هذا الطلاق بين الناخب والحكومة، وبدا أن الحكومة الأمريكية لم تعد تلك الحكومة القوية الأمينة التي كان الناس يظنونها في الخمسينيات.. إنها قادرة على خداع الناس والكذب.. الكذب بقوة
في هذا الوقت كان جيريمي الشاب العامل في متجر البقالة يمارس حياته.. لا يهتم كثيرًا بشئون بالسياسة ولا يعنيه من يحكم الولايات.. يبدو كـ"هيبي" بشكله وشعره لكنه لا يحتج على أي شيء
ربما بدأ كل شيء في ذلك اليوم الذي طُلِب منه فيه توصيل بقالة لبيت في الضاحية التي يقيم بها.. كانت التاسعة مساء والمشوار كان طويلاً على الدراجة
الطقس صيفي جميل يوحي بالحب.. أو الحنين للحب. أو الحزن؛ لأنك لا تجد الحب.. المهم أن هناك حبًا في الموضوع
القمر كبير يحتل السماء.. يوشك ألا يترك أي مكان فارغ من حوله.. السماء كلها قرص قمر كبير أحمر، ولا شك أن مشهد الفتى على الدراجة كان يشبه لقطة من فيلم "إي تي"، لكنه لم يكن قد خطر على ذهن مخرجه بعد