قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Wednesday, September 21, 2011

نادي أعداء مصاصي الدماء - 11


رسوم فواز


قالت منى لنفسها وهي ترمق صورتها في المرآة
- "يا لهذه (السخمطة) التي أعيشها!".

وانفجرت تضحك؛ لأن الكلمة بدت لها مضحكة.. في الآن ذاته ثمة شيء مخيف هنا.. شيء يذكّرك بذكرى قديمة.. قديمة لا تعي ما هي.. الواقع أن منى لا تعرف أنها تلفظ اسم سخمت المعبودة مصاصة الدماء التي ظلت تخيف المصريين منذ عصر الفراعنة حتى اليوم.. إنها مصدر لفظة "سخمطة" الشهيرة

**************

إنه الثالث والعشرون من إبريل

هناك في الكرنك يمكنك أن تمشي في معبد بتاح.. يمكنك أن تتأمل الجدران المتآكلة وتفكر كم أن الكرنك معبد شديد التعقيد.. كل ديانات مصر القديمة الوثنية تركت أثرًا فيه وكذلك كل العصور

لا يمكن القول إن جيريمي كان يعرف ما يريده بالضبط هناك

كان يعرف الثلاثية الشهيرة المكونة من بتاح وسخمت ونفرتم.. قلب المعبد بناه تحتمس الثالث الغازي العظيم. هناك الكثير من لمسات البطالمة في المكان، لكنهم لم يكتبوا أسماءهم على الجدران كما هو متوقع.. فقط اكتفوا بإصلاح ما تلف وتركوا الأسماء القديمة كما هي

يلتقط صورة.. كليك

مع الأسف لا تنطبق قواعد مصاصي الدماء كاملة على هؤلاء وإلا لصارت الحياة رائعة.. هم يتحركون في النور ويظهرون في الصور.. هكذا يصعب فعلاً أن تعرف من يحيطون بك.. من يدري؟ ربما كانوا كلهم مصاصي دماء 

كان قد غيّر ملامحه قدر الإمكان، ووضع شاربًا كثًا وثبّت عوينات غليظة.. الفكرة هنا أن (ك) يعرف شكله جيدًا بينما هو لا يعرف شكل (ك).. إذن لا بد من التنكر لتكون الفرصة متكافئة، وعلى كل حال يعرف أن عليه أن يكون حذرًا من أي أمريكي

قال له الدليل المصري الشاب
ـ"هذا المعبد هو أسهل معبد تم اكتشافه هنا.. اكتشفه ليجران عام 1900"ـ

ثم تلفّت الفتى الصعيدي الأسمر حوله وحكّ شعره الخشن وقال
ـ"برغم هذا.. هناك أقاويل كثيرة حول هذا المكان.. قيل إن أمنا الغولة موجودة هنا بالذات.. أو أم الأساور ذات الشخاليل.. لقد اختفى سبعة أطفال بلا أثر ولا تفسير، ولهذا كان العمال يكرهون الحفر في هذه المنطقة، وعندما قاموا بالحفر وجدوا... وجدوا أمنا الغولة فعلاً"ـ

قال جيريمي
ـ" تمثال المرأة ذات رأس الأسد"ـ

قال الدليل
ـ"سخمت.. نعم.. لكن العثور على التمثال أراح القوم. لقد شعروا أن ليجران قد صار بهذا هو سيد الغولة"ـ

هناك خمسة بوابات أضيفت فيما بعد لهذا المعبد

يلتقط جيريمي المزيد من الصور.. كليك.. كليك

وشعر بقشعريرة تسري في عموده الفقري

لو كان هذا معبد سخمت، وسخمت أول مصاص دماء في التاريخ، فإن من السهل معرفة مصدر أساطير الغولة ومعرفة ما حدث للصبية الذين اختفوا

شيء ما مخيف حدث عام 1900 وربما ما زال يحدث حتى اليوم
لو كان تقديره صائبًا فهو في المكان الصحيح 
هنا قلب سر سخمت على الأرجح، وسوف يكون (ك) قريبًا من هنا

**************

بعد يوم واحد
عند منتصف الليل مشى جيريمي في شوارع الأقصر شارد الذهن
كان ناصر الشاب الصعيدي ينتظره هناك ليقوده عبر طرق ملتوية إلى داخل معبد الكرنك. من العسير جدًا أن تنجح في التسلل ليلاً، لكن بعون ناصر استطاع أن يفعل هذا.. وفي النهاية صار وحيدًا

ـ"خذ بالك.. الكرنك يمتلئ بالعفاريت ليلاً"ـ
من السهل أن تصدق هذا. أين تذهب العفاريت إن لم يكن هنا؟
عم تبحث يا أحمق؟ القصة كلها أكبر منك بمراحل

لكنك تتحرك هنا بهدف واحد.. أنت تعرف ليلة 24 إبريل وما يحدث فيها.. ليلة القديس جورج التي تكلم عنها (ك).. في هذه الليلة يخرج مصاصو الدماء ليحدثوا الأهوال.. وقد كان من حسن الطالع أن الموعد كان قريبًا.. عرفت أنه سيأتي وأنت في مصر

معبد الكرنك عملاق، ومن الممكن أن تضل طريقك هنا، دعك من أن الظلام دامس ويجمد الدم في العروق 


كان يمسك بالكشاف وقد لفّ أنامله حوله لتخرج حزمة ضوء ضعيفة، وكان يتحسس المسدس في حزامه والمدية في جيبه.. يمشي وسط التماثيل والمسلات والأعمدة.. كل شيء في هذا الظلام صار شبحًا عملاقًا

كلب أشعث متوحش يزأر بالقرب منه وقد انتصب الشعر حول عنقه
ربما هذا ابن آوى وليس كلبًا

ليلة القديس جورج... ربما ليس للقديس جورج تأثير هنا في مصر؟
لا يدري متى ولا كيف وجد ذلك الظل يثب عليه من أعلى

صار فوق كتفيه.. كانت أعصابه مشدودة كالوتر فأطلق صرخة مريعة، ثم أنشب مخالبه -مخالب جيريمي- في المهاجم.. ومن جيبه أخرج المسدس

كان المهاجم شرسًا لكنه خفيف الوزن، وقد استطاع جيريمي أن يسقطه على الأرض جوار ضوء الكشاف الواهن، وصوب المسدس على رأسه.. هنا رأى أعنف وأشرس وجه يمكن تخيله، لكنه كان وجه فتاة!ـ

من انقضّ عليه في الظلام كان فتاة شبه جميلة
لكنه عرف من عوائها واللعاب المتساقط منها وحركتها غير الآدمية أنها منهم.. إنها مصاص دماء، وإذن فرحلته الشاقة من أمريكا لم تكن مجرد حماقة
أنت ترى الفتاة وتعرفها طبعًا.. إنها منى.. مَن سواها؟

.......

يُتبَع