قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Thursday, December 9, 2010

لست وحدك - 2



المذيع: لا أعرف ما حدث لكن المكالمة قد انقطعت.. هناك شيء خطأ لا أعرف ما هو.. سوف أجرّب طلبه مرة أخرى.. لا أعرف ما رآه ولا سبب هذا التوتر في صوته.. صبرًا.. اطلبه لنا يا مراد من فضلك.. صوت جرس؟.. جميل.. إذن الموجات لم تنقطع.. هلم ردّ يا أخي...

مروان (همسًا): أنا في موضع آخر من الكهف.. انزلقت يدي فأغلقت المكالمة... أنا آسف.... للحظة سمعت صوت خطوات، ثم تهيأت لي رؤية شخص يمر عبر فتحة الممر.. لقد مر فعلاً هكذا جريت لألحق به.. أنا الآن في بداية ممر آخر، وطبعًا لا يعكس الهاتف الكثير من النور، لكن من الواضح أنه لا يوجد أحد هنا..

المذيع: وكيف كان يبدو (بفرض أنه ليس خيالاً)..؟


مروان (همسًا): لا أعرف.. خيّل لي للحظة أنه أطول من اللازم.. كان يمشي وقد انحنى للأمام.. لو شئت الدقة لقلت إن ركبتيه تنثنيان للأمام كذلك.. لكن كل هذا كان لجزء ضئيل من الثانية، فلا يمكن أن يكون وصفي دقيقًا لهذا الحد.. أعتقد أن الظلام يوتّرني، ولربما بدأت أرى نيرون أو هتلر بعد قليل..

المذيع: ولماذا تهمس؟

مروان (همسًا): هذا الممر مليء بالمخابئ الجانبية.. ثمة احتمال لا بأس به أن يكون هذا الشيء هنا..

المذيع: قلت إن.....

مروان: بان إله المراعي عند الرومان.. هكذا كانوا يرسمونه كماعز تمشي على قدمين.. نفس الطريقة العجيبة في انثناء المفصل للأمام..


المذيع: لا أعرف الكثير عن الأساطير الرومانية، لكني أعرف فقط أنه لا يوجد شيء كهذا.. أعتقد أن نقص الأوكسجين يلعب دورًا في هذه الرؤى.... لحظة من فضلك... (للمستمعين) لقد أغلقت الهاتف ومروان لا يسمعني الآن.. أسأل عن كمية الأوكسجين المتاحة له الآن.. كم من الوقت يمكن أن يمر قبل أن يختنق.. معي هنا الجيولوجي مصطفى إمام.. أنت سمعت السؤال...

مصطفى: لا يمكن التحديد بالضبط.. لكن المدخل الوحيد الذي نعرفه للكهف مغلق.. ربما كان الكهف مليئًا بالهواء، لكنه هواء فاسد غالبًا.. أعتقد أنني أعطيه ساعتين أو ثلاثًا..

المذيع: آه.. هذا خبر سيئ.. لا أعتقد أن الإنقاذ يمكن أن يتم قبل هذا.. إنهم يتكلمون عن عشر ساعات على الأقل.. على كل حال مروان لم يسمع هذا الجزء.. سوف أتصل به من جديد.. آلو.. مروان.. كيف الحال؟

مروان: لماذا أغلقت الهاتف؟

المذيع: كانت هناك موجات تحدث ضوضاء.. لا عليك.. أرجو ألا تبتعد في هذا الممر حتى لا تجعل الأمر عسيرًا.. والآن هل يمكنك أن تصف لنا الممر الذي أنت فيه؟

مروان: الإضاءة واهنة جدًا.. أعاني الأمرّين كي أرى الجدران.. لكن.. لحظة.. أنا مدخن. نسيت هذا.. معي علبة ثقاب.. سأشعل عودًا لأجعل الرؤية أفضل.. (صوت العود).. هناك بالفعل وطاويط كثيرة تتدلى من السقف.. لم يزعجها الصوت.. كثيرة جدًا.. بررررر!

المذيع: حاول ألا تستفزها...

مروان: لست مجنونًا كي أفعل.. انطفأ العود... قل لي.. هل أبي وأمي يسمعانني الآن؟ قل لهما إنني بخير وأحبهما جدًا.. قل لمروة أختي كذلك إنني أحبها.. لم أتعمد أن أحرجها أمام صديقاتها عندما... أنا طيب لكني أحمق مندفع.. هي تعرف ذلك..

المذيع: ثق أن الغضب منك آخر شيء في ذهنها الآن... إنها تشاهد الصور معنا وتسمع صوتك وتدعو لك بالنجاة.. لا شك في أننا نعطل اتصال الكثيرين بك.. الهاتف مشغول طيلة الوقت بسببنا..

مروان: (صوت عود آخر).. سوف أفحص الجدران.. تبًا...

المذيع: ماذا هنالك؟

مروان: هناك عظام جوار الجدار.. حيوان قد مات هنا منذ زمن.. ولكن.. لا.. هذه الجمجمة.. ليست لحيوان.. هذه جمجمة إنسان.. هناك كذلك عظمة ساعد ومجموعة من الضلوع..



المذيع: هل تقصد أن هناك من مات هنا قديمًا؟

مروان: لا أدري.. أي.. العود انتهى وأحرق أصابعي.. سأشعل عودًا آخر.. (صوت عود ثقاب)..هناك أكثر من هيكل هنا.. بل الكثير منها.. هناك خبر آخر هو أنني أرى قطعًا من قماش.. قماش حديث.. قطعة من قميص وعليه علامة التمساح الشهيرة.. يخيل لي أن هذه العلامة لم تكن توضع على ثياب رجال الكهف القدامى منذ 8000 سنة.. هناك بقايا سروال جينز كذلك.. لقد مات هؤلاء قريبًا جدًا..

المذيع: ماتوا جوعًا وظمأ مثل..  أ..

مروان: تقصد مثلما سيحدث لي؟.. لا أعرف.. لكني أرى العظام عن كثب.. هناك قطع لحم متحللة متشبثة بها. لماذا تبقى بعض قطع اللحم حول العظام بعد التحلل؟ (صوت عود آخر).. الجواب هو أنها تمّ تجريدها تجريدًا من اللحم بفعل فاعل..

المذيع: هل تعني أن هناك وحشًا في هذا الكهف؟ أسدًا صحراويًا أو ضبعًا؟

مروان: ربما... لكن الخيال الذي رأيته كان يمشي على قدمين. إنني أفكر في أن تكون هذه الكهوف مأوى غول آدمي.. ربما عدد من الغيلان الآدمية.. وهذا لا يجعل وضعي أكثر أمنًا..

.......

يتبع